الأحد، أبريل 25، 2010

مصر:ادانة حقوقية لمصادرة 'الف ليلة واتهام وزير الثقافة بتشجيع 'الحسبة الدينية' بسبب صمته

قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن تخاذل الحكومة المصرية عن اتخاذ موقف واضح تجاه ما اسمتها 'قضايا الحسبة الدينية والسياسية' ، شجع المزيد ممن اعتبرتهم دعاة التشدد الديني وراغبي الشهرة على الانضمام لقائمة المحتسبين الجدد، حيث طالب بعض المحامين في بلاغ قدموه للنائب العام بمصادرة كتاب 'ألف ليلة وليلة' وحبس ناشريه بالهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة، بزعم أن هذا الكتاب التاريخي 'يخدش الحياء العام'.

وكان عدد من المحامين قد تقدموا يوم السبت الماضي 17نيسان/ابريل 2010 ببلاغ للنائب العام، يطالبونه بالتحقيق مع كل من (دكتور أحمد مجاهد و الأديب جمال الغيطاني وجمال العسكري وسعد عبد الرحمن وسوزان عبد الرحمن) المسؤولين عن سلسلة 'الذخائر' التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة، بموجب المادة 178 من قانون العقوبات المصري 'التي تعاقب بالحبس لمدة سنتين والغرامة من ينشر مطبوعات أو صوراً خادشة للحياء العام' فضلا عن مصادرة الكتاب الذي صدر في جزأين واعتباره دليلا ضدهم.

ويأتي هذا البلاغ الجنائي الذي تضمن بالنص هجوما على 'حرية التعبير والإبداع' باعتبارها ظاهرة، وينتمي شكلا وموضوعا لقائمة طويلة من قضايا الحسبة السياسية والدينية التي باتت وسيلة سهلة للشهرة وتضييق الحصار على الكتاب والصحافيين والمبدعين، نتيجة تراخي الحكومة المصرية المتعمد لحصار هذا النوع من القضايا التي تهدد حرية الرأي والتعبير والإبداع في مصر، بسبب استفادة الحكومة منها لملاحقة بعض الكتاب والصحافيين المنتقدين لها.

وقالت الشبكة في بيان لها ان صمت وزير الثقافة أمام هذا النوع من القضايا مثلما حدث عندما تعرضت مجلة 'إبداع' التي تصدرها وزارة الثقافة للمصادرة في نيسان/ابريل العام الماضي 2009 ، حتى أجاز القضاء نشرها مجدداً، وعدم دفاعه عن إصدارات الوزارة التي يرأسها، أصبح بمثابة تشجيع لهؤلاء المحتسبين الجدد.وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 'إن المطالبة بمصادرة كتاب تاريخي وإبداع إنساني مثل كتاب ألف ليلة وليلة، هو جريمة في حد ذاتها، ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه القضايا، بل سوف تكون وحدة الدعم القانوني لحرية التعبير بالشبكة العربية في مقدمة المدافعين عن هؤلاء الكتاب والمثقفين الذين يتعرضون لهذه الحملة الجائرة من المحتسبين الجدد، نتيجة لإصرار هؤلاء الكتاب والمثقفين على أن تكون الإبداعات التاريخية والإنسانية في متناول القارئ والمواطن المصري، أسوة بغيرهم من المواطنين في دول أخرى تحترم حرية التعبير وحرية الإبداع'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق