الأربعاء، سبتمبر 29، 2010

صورة من واقع اليمن المعاصر



وصلتني هذه الصورة عبر احد الزملاء في العمل وعندما رأيتها أدركت أنها ليست مجرد صورة عابرة فهي تصوير لواقع معاش في اليمن صورة عبرت عن ما يعانيه غالبية الأطفال في بلادنا. واقع فرض على أطفال لا ذنب لهم فيه فما ذنب هذه الفتاة التي اضطرت للعمل فهذا السن ؟؟!! ورغم ذلك فهي لم تستسلم لهذا الواقع المر بل تعمل وتكمل دراستها فهي تفترش الأرض بجانب الميزان وتدرس بانتظار احد المارة ليعطيها بعض النقود مقابل معرفة وزنه. ربما تبدو الصورة غير مفهومة لمن لم يعيش هذا الواقع ولكنها صارت مألوفة لدينا في اليمن فنحن نراها كل يوم وفي كل الشوارع وفي كل المحافظات.


ففي السنوات الأخيرة تفاقمت ظاهرة عمالة الأطفال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد وارتفاع الأسعار،وقلة الدخل لدى الأسر مما يجعل العديد من الأطفال يعتقدون بأن عليهم أن يعملوا ليساعدوا في تحسين دخل ذويهم وبعض الأطفال يجبرهم ذويهم على العمل. كما ساهمت عمالة الأطفال في زيادة نسبة الانقطاع عن الدراسة، لأنهم يضطرون لمغادرة مدارسهم في سن مبكرة حيث هناك أكثر مليوني طفل منقطعين عن الدراسة.


ويعمل الأطفال في اليمن في مجالات مختلفة فيعملون كباعة متجولين في الشوارع، أو كعمال في المطاعم ومحطات البترول والمصانع ومواقع البناء وورش إصلاح السيارات. كما يعمل العديد منهم في القطاع الزراعي حيث يتعرضون لخطر التسمم بالمبيدات الحشرية.
يتعرض الأطفال العاملون خصوصا من هم دون سن الخامسة عشرة لأخطار عديدة تؤثر في نمو قدرات الطفل وتعرضه للخطر الجسدي والنفسي وتؤثر على مستقبله وتقديره لذاته وللمحيط الذي يعيش فيه.


للطفل الحق في العيش والنمو و الحماية والمشاركة ، له الحق في التمتّع بحياة عادية ، والتفتّح ، وفي النمو بصورة مرضية وللطفل الحق في الحماية ضد الاستغلال الاقتصادي و ضد كل عمل يعرض صحته ونموه الجسدي و العقلي للخطر ، له الحق في الحماية ضد جميع أشكال التعدي والعنف والاستغلال . يجب أن لا يكرّه الطفل على أي عمل ينطوي على مخاطر من شأنها النيل من صحته ، وتربيته ، والإضرار بنموه الجسدي أو العقلي أو الاجتماعي.


لذا يجب تحديث كل القوانين الخاصة بعمالة الأطفال وإصدار قوانين لحماية حقوق الأطفال قوانين صارمة تنص على معاقبة الأسر التي تدفع بأطفالها إلى العمل، وكذلك أرباب العمل اللذين يستغلوا حاجة هؤلاء الأطفال للعمل وتأسيس مراكز في جميع أنحاء البلاد لإعادة تأهيل الأطفال العاملين.


أن عمالة الأطفال مشكلة يجب مواجهتها بجدية فالأمر يتعلق بحماية أطفالنا و بمستقبلنا وتنمية مجتمعنا. محاربة عمل الأطفال هي قضية مجتمع يجب أن تتضافر من اجلها جهود الدولة والمجتمع المدني كالنقابات ، والجمعيات العاملة في حقل الطفولة والمواطنة ، و وسائل الإعلام ، وأرباب العمل ، والأولياء ، وحتّى الأطفال أنفسهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق